القائمة الرئيسية

الصفحات

عناوين الاخبار

ميلة : عيد الفطر. شغف الأمهات بالحلويات التقليدية.

 مع اقتراب عيد الفطر، يسود الحماس شوارع مدينة ميلة، حيث تشهد المحلات المتخصصة في الحلويات التقليدية إقبالا قياسيا. يرتبط هذا الوقت من العام بالتجمعات العائلية والاحتفالات، وبالنسبة للعديد من الأمهات، يعد خبز الكعك التقليدي جزءًا لا يتجزأ من استعدادات العطلة. ومع ذلك، ونظرا لضيق الوقت، وخاصة بالنسبة للنساء العاملات بدوام كامل، فإن عددا متزايدا منهن يفضلن التوجه إلى المتاجر المحلية لشراء حلويات وكعك العيد التقليدية، مع احترام العادات الطهوية.

نكهات تذكرنا بالتقاليد: الكعك التقليدي هو أمر لا بد منه خلال عيد الفطر. ومن بين المأكولات المفضلة لدى عائلات ميلا المأكولات الخاصة مثل الماكرود والشراك والبقلاوة والعديد من الحلويات اللذيذة الأخرى التي تجسد النكهات الأصيلة للأرض. وتعتبر هذه الحلويات، التي عادة ما تكون مصنوعة من السميد أو الفواكه المجففة أو العسل أو السكر، ضرورية على مائدة العيد.

المقرود ، وهو عبارة عن معجنات مقلية على شكل ماسة، مصنوعة من السميد ومحشوة بالتمر، ثم تغمس في شراب حلو. إن قوامها المقرمش والسهل يجعلها واحدة من الكعكات الأكثر شعبية خلال هذه الفترة. من ناحية أخرى، فإن الشاراك عبارة عن كعكة ذات قشرة رقيقة، غالبًا ما تكون بنكهة زهر البرتقال، وهي خفيفة جدًا ومحبوبة بسبب حلاوتها.

البقلاوة هي بلا شك نجمة العيد. هذه الكعكة مصنوعة من طبقات رقيقة من عجينة الفيلو ومغطاة باللوز أو الجوز، ومغطاة بشراب حلو يمنحها طعمًا فريدًا. تعد هذه الكعكات، التي يتم إعدادها وفقًا للوصفات التقليدية، رمزًا للكرم والمرح، وغالبًا ما يتم تناولها أثناء الوجبات مع العائلة أو الأصدقاء.

شهادات من التجار المحليين: يشير تجار ميلا، المتخصصون في بيع الحلويات التقليدية، إلى زيادة كبيرة في الطلب خلال هذه الفترة. وبحسب قولهم فإن الجزء الأكبر من زبائنهم يتكون من النساء المنشغلات بعملهن والتزاماتهن اليومية. يقول السيد علي، صاحب محل حلويات في ميلة: "النساء العاملات خارج المنزل لا يملكن دائمًا الوقت الكافي لصنع هذه الكعكات بأنفسهن. يلجأن إلينا لشراء منتجات طازجة وعالية الجودة من صنعنا المحلي، ملتزمات بالتقاليد وموفرات للوقت". ويضيف: "مع اقتراب عيد الفطر، يزداد عدد زبائننا كل عام. وهذه ظاهرة تفاقمت في السنوات الأخيرة، مع ازدياد فرص العمل للنساء وتحديث المجتمع". يحرص الحرفيون في هذه المتاجر على احترام الوصفات التقليدية، حيث يقومون بصنع الكعك يوميًا باستخدام مكونات طازجة محلية. "نسعى جاهدين للحفاظ على جودة ونكهة الكعكات مع ضمان نضارتها. عملاؤنا يعلمون أنهم سيجدون منتجات أصلية هنا"، يوضح نور، طاهٍ معجنات ومالك مؤسسة محلية أخرى.                    

بديل عملي للمرأة العاملة: بالنسبة للعديد من الأمهات، وخاصة العاملات في قطاعات تتطلب جهدا كبيرا مثل الصحة والتعليم والإدارة، فإن الشهر الذي يسبق العيد غالبا ما يكون وقتا مرهقا. بين ساعات العمل، والمهمات، والاستعدادات الأخرى، يصبح إدارة الوقت تحديًا حقيقيًا. وفي هذا السياق، يعد شراء الكعك من المتاجر المتخصصة حلاً عمليًا . "ليس لديّ وقتٌ لإعداد كمياتٍ كبيرةٍ من الكعك. مع العمل والأطفال والتسوق، أصبح الأمرُ شبهَ مستحيل"، تقول أميرة، الممرضة في ميلا. "إن شراء الكعك هنا يسمح لي بالتركيز على جوانب أخرى من تحضيرات العيد، مع ضمان حصول عائلتي على كعكات تقليدية جيدة." والنساء الأخريات يشعرن بنفس الشعور. "أُفضّل شراء كعكاتي من هنا لأني أعلم أنها ستكون لذيذة ومُحضّرة بإتقان. كما يُجنّبني ذلك عناء التحضير"، تقول سعاد، وهي مُعلّمة. "يمكننا دائمًا العثور على وصفات، ولكن الكعك المصنوع منزليًا في المتاجر يكون دائمًا أفضل."فوائد دعم الشركات المحلية: إن ظاهرة الشراء في المتاجر المتخصصة لا تفيد المستهلكين فقط. كما أنه يدعم الاقتصاد المحلي ويسمح للحرفيين بالحفاظ على المعرفة التقليدية ونقلها. غالبًا ما تكون الكعكات المحضرة في هذه المتاجر مصنوعة يدويًا، باستخدام منتجات محلية عالية الجودة، مما يضمن نكهة لا مثيل لها. محلات الحلويات التقليدية التي تشهد إقبالا كبيرا أصبحت بالتالي أماكن تجمع لسكان ميلة، حيث لا تزال التقاليد محترمة ومحفوظة. تلعب هذه المؤسسات دورًا مهمًا في نقل القيم الثقافية والطهوية إلى الأجيال الجديدة، مع تلبية احتياجات الأسر الحديثة.

في ميلة، كما هو الحال في العديد من المدن الأخرى، تلعب الحلويات التقليدية دورًا أساسيًا في احتفالات عيد الفطر. ورغم أن إعداد هذه الكعكات يظل بمثابة لفتة رمزية للاحتفال، إلا أن شرائها من المتاجر أصبح الحل المفضل لدى العديد من النساء اللاتي يرغبن في الجمع بين التقليد والحداثة. ومع تزايد أعداد النساء العاملات خارج المنزل، تأكد هذا الاتجاه، مما جلب ديناميكيات جديدة للمستهلكين والشركات المحلية على حد سواء. وتستمر الكعكات التقليدية في إسعاد الأذواق، في حين ترمز إلى الوحدة والود في هذا المهرجان الديني العظيم.

عبد الوهاب.ف



تعليقات