القائمة الرئيسية

الصفحات

عناوين الاخبار

ترشيد استهلاك المياه في ولاية ميلة... خطوة ضرورية لمواجهة التحديات المائية

في إطار الحملة الوطنية للتحسيس بأهمية ترشيد استهلاك المياه والمحافظة عليها، التي تنظم من 1 إلى 30 أوت 2025، تشهد ولاية ميلة سلسلة من الأنشطة التوعوية والمبادرات الميدانية الرامية إلى مواجهة التحديات المائية التي ازدادت حدة خلال السنوات الأخيرة.

وتشير إحصائيات مديرية الموارد المائية بالولاية إلى أن متوسط استهلاك الفرد اليومي يتراوح بين 180 و200 لتر، وهي نسبة تعتبر مرتفعة مقارنة بالمعايير العالمية الموصى بها (150 لترًا للفرد يوميًا). كما أن نسبة الضياع في الشبكات بفعل التسربات والربط العشوائي تتجاوز 30%، ما يزيد الضغط على السدود والآبار الجوفية.

وفي تصريح سابق لـ مسؤول في مديرية الموارد المائية لولاية ميلة أكد ان الولاية تضم سد بني هارون، وهو أكبر سد في الجزائر، لكن هذا لا يعني أن مواردنا غير محدودة، فالاستهلاك المفرط والظروف المناخية الجافة قد تجعلنا في وضع حرج إذا لم نغيّر سلوكياتنا اليومية.”

من جهته أكد رئيس جمعية له ذات صلة بالبيئة أن المجتمع المدني يلعب دورًا أساسيًا في التحسيس، مشيرًا إلى أن جمعيته تنظم ورشات في المدارس وحملات عبر المساجد والأسواق للتشجيع على الاقتصاد في الماء.

وعن اراء المواطنين تقول السيدة فتيحة بوشارب، ربة بيت من بلدية وادي النجاء :

“بدأت أعلم أولادي منذ فترة أن الماء نعمة يجب أن نحافظ عليها، حتى أثناء غسل الخضر أو الأواني أستخدم كمية قليلة وأعيد استخدام مياه الغسل لسقي النباتات.”

أما الشاب محمد ساسي، صاحب ورشة لغسل السيارات في بلدية شلغوم العيد، فأوضح أنه تبنى نظام الغسل بالبخار لتقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بالطرق التقليدية.

هذا وكشفت مصالح الموارد المائية أن الخطة المستقبلية للولاية تشمل:

تجديد وتوسيع الشبكات لتقليل التسربات.

تركيب عدادات ذكية لمراقبة الاستهلاك.

تشجيع الاستثمار في تقنيات إعادة تدوير المياه الرمادية.

ويعد سد بني هارون بولاية ميلة … القلب المائي النابض وهو أكبر مشروع مائي في الجزائر وأحد أهم المنشآت الاستراتيجية في شمال إفريقيا، بطاقة تخزين تصل إلى مليار متر مكعب. لا يقتصر دوره على تزويد سكان ولاية ميلة بالمياه، بل يمتد ليغطي احتياجات أكثر من ست ولايات مجاورة، من بينها قسنطينة، سكيكدة، جيجل، وأم البواقي.

غير أن وفرة المياه في هذا السد لا تعني أنها غير مهددة بالنقص، فالمختصون يؤكدون أن سنوات الجفاف المتتالية والتبخر المرتفع في فصل الصيف يؤثران على منسوب التخزين. وفي هذا الصدد، أوضح الخبير في الموارد المائية، الدكتور سليم قرفي:

“سد بني هارون هو شريان حياة لملايين الجزائريين، وأي تهاون في ترشيد استهلاك المياه قد ينعكس سلبًا على ولايات بأكملها، وليس ميلة فقط.”

وإدراكًا لهذه الأهمية، تعمل السلطات على جعل حملة ترشيد استهلاك المياه ذات بعد وطني، حيث يتم بث برامج توعوية مشتركة عبر القنوات التلفزيونية والإذاعات المحلية، إضافة إلى تنظيم أيام مفتوحة على مستوى السد لتعريف المواطنين بكيفية تشغيله وأهمية المحافظة على مياهه.

وفي رسالة ختامية تؤكد كل الأطراف أن ترشيد استهلاك المياه ليس مجرد حملة ظرفية، بل هو التزام جماعي طويل الأمد، وأن كل قطرة يتم توفيرها اليوم، هي استثمار في مستقبل الأجيال القادمة.




أنت الان في اول موضوع

تعليقات